الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
قال سلمان: فأصابني من الحزن شيء لم يصبني قط.فاشترته امرأة من جهينة فكان يرعى عليها هو وغلام لها يتراوحان الغنم وكان سلمان يجمع الدراهم ينتظر خروج محمد-صلى الله عليه وسلم-.فبينما هو يرعى إذ أتاه صاحبه فقال: أشعرت أنه قدم المدينة رجل يزعم أنه نبي.فقال: أقم في الغنم حتى آتي.فهبط إلى المدينة فنظر إلى النبي-صلى الله عليه وسلم- ورأى خاتم النبوة ثم انطلق فاشترى بدينار بنصفه شاة فشواها وبنصفه خبزا وأتى به.فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (ما هذا؟).قال: صدقة.قال: (لا حاجة لي بها أخرجها يأكلها المسلمون).ثم انطلق فاشترى بدينار آخر خبزا ولحما فأتى به (1) فقال: هذا هدية.فأكلا جميعا وأخبره سلمان خبر أصحابه فقال: كانوا يصومون ويصلون ويشهدون أنك ستبعث.فقال: (يا سلمان! هم من أهل النار).فاشتد ذلك على سلمان وقد كان قال: لو أدركوك صدقوك واتبعوك.فأنزل الله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين (2) ...} الآية [البقرة: 62].الحسن بن يعقوب البخاري والأصم قالا:حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا علي بن عاصم حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن سماك بن حرب عن زيد بن صوحان:أن رجلين من أهل الكوفة كانا له صديقين فأتياه ليكلم لهما__________(1) " فأتى به " سقطت من المطبوع.(2) انظر ابن عساكر 7 / 194 / آ.وما بعدها.وأخرجه الطبراني 1 / 321 من طريق موسى بن هارون عن عمرو عن أسباط بن نصر عن السدي: نزلت هذه...
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 525 - مجلد رقم: 1
|